طباعة هذه الصفحة
المحاسبة المالية بين النظام الإجتماعي و نظم العلومات
المحاسبة المالية بين النظام الإجتماعي و نظام العلومات

 

ما المقصود بعلم المحاسبة ؟

 يتفق الباحثون على أن علم المحاسبة هو علم اجتماعي نما وتطور عبر التاريخ معتمدا ومترابطا مع فروع المعرفة الأخرى ، ولعل أهمها علم الاقتصاد والرياضيات والقانون والإحصاء . إن مهنة المحاسبة كغيرها من المهن الأخرى ، كالقانون والطب والهندسة لها أهميتها ومكانتها في المجتمعات المتطورة ، بل قد تكون من أشهر العلوم انتشارا على مستوى العالم ، فكما ذكرنا في مقدمة الفصل تعد المحاسبة لغة الأعمال التي تصف ما يحدث داخل أي منشأة أو مؤسسة مالية .

 

 لذلك عند إثارة التساؤل حول أهمية علم المحاسبة أو ما الذي يجعل المحاسبة من أكثر المهن توفيرا لفرص العمل ، وزيادة الإقبال على دراستها الجامعات ؟ فإن الإجابة عن هذه التساؤلات يمكن حصرها في أنه لاتخاذ قرارات عمل سليمة داخل أي منظمة لها تعاملات مالية ، سواء كانت ( مؤسسات أو شركات ) فإنه يجب أولا فهم ما يحدث مالية داخل تلك المنظمات . فالمحاسبة هي النظام المالي الذي يساعد على فهم واستيعاب تلك العمليات اليومية . أي باختصار ، لمعرفة وفهم ما يحدث داخل أي منظمة ، يجب أن نعرف ونفهم ما تدل عليه الأرقام في هذه المنظمة .

 

المحاسبة : هي نظام للمعلومات يشتمل على مدخلات وتشغيل ومخرجات ، حيث يقوم بترجمة الأحداث الاقتصادية من خلال قياسها وإثباتها في النظام ، ثم تحويلها إلى معلومات مفيدة تساعد أفراد عدة على عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية . ويمكن تعريفها أيضا بأنها العلم الذي يبحث في القواعد والمبادئ العلمية التي تحكم تسجيل وتحليل العمليات المالية المتعلقة بالمنشأة خلال مدة مالية معينة وإيصالها ملخصة لمتخذي القرارات بهدف اتخاذ قرارات رشيدة .

 

 وللمحاسبة ثلاثة أنشطة رئيسة تتمثل في تحديد الأحداث الاقتصادية الخاصة بمنشأة ما ، ثم تسجيلها ، ثم توصيل هذه المخرجات إلى الأطراف المهتمة بتلك المعلومات . دعونا نأخذ نظرة عن قرب لتلك المراحل الثلاث :

 

1-      المرحلة الأولى :-
 وتتضمن تحديد وتعريف الأحداث الاقتصادية التي لها علاقة بمجال العمل ، فعلى سبيل المثال ، قيام منشأة الشهد بشراء سيارات من شركة أخرى يعد حدثا اقتصادية وأيضا سداد الموردين يعد حدثا اقتصادية ، وعلى النقيض من ذلك ، فإن القيام بمقابلة لأحد المتقدمين لوظيفة في منشأة الشهد لا يعد حدثا اقتصاديا يمكن قياسه قياسا نقديا وبموضوعية .


 2- المرحلة الثانية :-
 بعد قيام منشأة الشهد بتحديد الحدث الاقتصادي ، تأتي المرحلة الثانية ، وهي قيام الشركة بتسجيل هذه الأحداث في دفاترها بالعملة المحلية ( مثلا الريال ) بشكل منتظم من أجل الاحتفاظ بمعلومات مالية تاريخية عن تلك الأحداث مع تبويبها بالشكل المناسب .

 3- المرحلة الثالثة :-
وتتمثل في توصيل المعلومات التي تم تسجيلها في دفاتر الشركة إلى المهتمين عن طريق التقارير المالية ، وتتسم التقارير بأنها وعاء مختصر وملخص بطريقة فنية يعرض أثر جميع ما تم تسجيله خلال مدة محددة أو في تاريخ محدد .

 

 والسبب الرئيس من استخدام تلك التقارير المالية هو السعي لفهم آثار العمليات الاقتصادية لأي منشأة بسهولة مثل ( منشأة الشهد ) وذلك من خلال استخدام نموذج موحد ( قوائم ذات غرض عام ) يتكون من بنود عدة ، كل بند يحتوي على رقم واحد يلخص نتيجة مجموعة كبيرة من الأحداث الاقتصادية المتشابهة.

 

هذا النموذج الموحد يسهل الاستفادة من تلك القوائم من خلال مقارنة أداء ( منشأة الشهد ) بمنشآت أخرى مماثلة في النشاط نفسه ، ولإعداد مثل هذه القوائم تظهر الحاجة إلى ما يسمى إمساك الدفاتر .

 

إن أمساك الدفاتر ( عملية التسجيل ) تتضمن تسجيل العمليات الاقتصادية المتعلقة بمنشأة محددة ، فهي تدخل في غالبها ضمن المرحلة الثانية ومن ثم هي مجرد جزء واحد فقط من العملية المحاسبية التي تتضمن تحديد وتسجيل وتوصيل المعلومات المالية للمستفيدين منها وتجدر الإشارة إلى أن قدرة المحاسب على ترجمة وتحليل المعلومات المسجلة تؤثر وبشكل مباشر في مدى استفادة المهتمين بالقوائم المالية للمنشأة .
كما أن قدرة المحاسب على حساب المؤشرات النسبية والرسوم البيانية المنشأة الشهد ) على سبيل المثال يزيد من قدرة المستثمرين والمقرضين الحاليين والمحتملين للشركة على تقييم الأداء المالي لها .

 

 

 

 

 

منقول...
الدكتور / وليد بن محمد الشباني ( جامعة الملك سعود)
زميل الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين

قراءة 1224 مرات

الموضوعات ذات الصلة

سجل الدخول لتتمكن من التعليق
X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…