طباعة هذه الصفحة
الاقتصاد الحضرمي .. جولة تقييم المخاطر والاستثمار

كاتب المقالة : محمد باحارث

يتمركز إهتمام وتقييم الشخص في منظومة الاقتصاد الحضرمية على الفرد نفسه، فيبدأون بما يسمى الجذور والأصول. فالجذور هم الزوجة والأبناء والأهل والأقرباء والأصحاب، كلما زادت جذوره قلت مخاطر تمويل هذا الشخص أو مخاطر الشراء منه بتعاقد طويل الأجل.

الأصول هي الأملاك من سيارات وعقارات خاصة وتجارية فكلما زادت هذه الأصول معناه ان هذا الشخص له بيت ودخل وله مصلحة في عدم الإضرار بهذه الأصول. فيكون بذلك مخاطر التجارة معه اقل على المدى البعيد ومخاطرة تمويله أو إقراضه أقل بحكم تعدد وتنوع أصوله.

 

الحضرمي أيضا يعتمد على سمعته فقد تحسب سمعته من الأصول أحيانا أو الحذور. لكن هناك محاذير مهمة كتبت عنها في كتابي قوانين التجارة الحضرمية منها:

القانون رقم 17 والذي ينص على "الطمع قل ما جمع" أي انه حتى ان توافرت الأصول والجذور والسمعة ولكن وجد الطمع فإنه يَجُب و يلغي كل شيء.

 

ولكن القانون رقم 40 والذي ينص على "كلما زادت المخاطر زادت الأرباح"، فكيف يقيم الحضارم المخاطر التي يدخلون بها ؟

من وجهة نظري ومن معرفتي بهذا الموضوع عن قرب وبحثي فيه أجيب و إجابتي اجتهادية وهي كالتالي:

 

الحضارم لا يخاطرون بأصولهم بل يخاطرون بنسبة من دخلهم السنوي مثلا 10% إلى 20% في وقت ما تكون التجارة مستقرة لتنمية أصولهم من هذه المخاطرة وهم مستعدون كل الاستعداد لخسارة هذا المبلغ ولكن في الجانب الآخر  فعندما يستثمرون في مشروع جديد ليس فيه مخاطرة فهم لا يستثمرون من اصولهم بل أيضا من صافي الربح والنسبة تكون 10% إلى 20% وهنا يبتعدون عن المخاطرة لانه هذا جزء من توزيع وتنويع الاستثمارات بهدف النمو وزيادة الدخل، فهم يبحثون عن شريك هنا.

 

لكنهم يقيمون الشخص بالتقييم الذي ذكرت أعلاه، ثم يقيمون الفرصة أو المشروع على انفراد. وهذا ما أردت ان أوضحه.

 

القانون رقم 79 ينص على "إحذر من التاجر غير المتزوج"

أي بأنه ليس لديه ما يخسره وكما ذكرنا سابقا هذه تعتبر من الجذور. وألخص ما ذكرته سابقا فيما يخص توزيع الاستثمارات في منظومة التجارة الحضرمية:

20% استثمارات ذات مخاطرة عالية

20% استثمارات ذات مخاطر منخفضة

10% توضع في صندوق النقد الطارئ

25% تستثمر في أصول ثابتة او متحركة

25% يعاد استثمارها في مشاريع سابقة

الإجمالي = 100% من الأرباح

 

ومن هنا نرى نظرية ومنظومة التجارة الحضرمية وكيفية تطبيقها بشكل بطيء ودائم النمو، فهم ينمون ثرواتهم على المدى البعيد ولا ينظرون للمكاسب السريعة ولا أي مشروع ربحه عالي لانه كما ذكرت ينبذون الطمع.

قراءة 1056 مرات آخر تعديل في الإثنين, 20 يونيو 2022 08:53
سجل الدخول لتتمكن من التعليق
X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…