الشركات العائلية .. الى اين الوجهة؟

قبل نحو 4 سنوات تقريبا كتبت مقالة في صحيفة اليوم، كان عنوانها (حوكمة الشركات - طوق النجاة) وتحدثت فيها عن أهمية تطبيق مفاهيم الحوكمة في شركات القطاع الخاص وتحديدا الشركات العائلية

كاتب المقالة : بندر بن محمد السفير

 

قبل نحو 4 سنوات تقريبا كتبت مقالة في صحيفة اليوم، كان عنوانها (حوكمة الشركات - طوق النجاة) وتحدثت فيها عن أهمية تطبيق مفاهيم الحوكمة في شركات القطاع الخاص وتحديدا الشركات العائلية والتي تمثل 92% من مجمل عدد المنشات بالمنطقة، وتطرقت الى ان تطبيق او رفع معايير وممارسات الحوكمة هو طوق نجاة لتلك المنشات من متغيرات السوق وتحدياته، كما وضحت بالمقالة أيضا أفضل الممارسات العالمية في هذا الصدد

ومنذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظه، وخارطة الشركات العائلية في تغيير كبير ومستمر، وذلك بسبب عوامل عدة لعل أهمها انكشاف تلك المنشات أمام التطور التقني اضافة لعدم القدرة على مجابهة الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة والسريعة، حيث هوت بعض تلك المنشات من اعلى القمم وخرج البعض الآخر منها من الباب الضيق ومازال هناك مِنهم من يصارع لاجل البقاء. فيما كانت الحوكمة سدا منيعا وطوق نجاة لمنشات اخرى استطاعات البقاء بل والانتقال لمرحلة اخرى نظرا لمَ توليه الحوكمة من تطبيقات تساعد في ذلك، لعل أهمها فصل الملكية عن الادارة وبالتالي إعطاء مساحة اكبر وصلاحيات اوسع لإدارة المنشأة، اضافة لمستويات اعلى من الشفافية والإفصاح في توضيح السياسات والإجراءات والتعيينات القيادية النوعية والانفتاح على الشراكات، حتى تصل مساهمة تلك المنشات في الناتج المحلي لما هو مأمول منها

اما الان وبعد ظهور خارطة جديدة لتلك الشركات، أصبح تطبيق الحوكمة امر حتمي لابد منه وإجراء متبع في كثير من المنشات، لكن ذلك لم يعد السلاح الأوحد لمجابهة متغيرات السوق وأنظمته وتشريعاته، بل ان المرحلة تتطلب حلولا نوعية عاجلة تسهم في تحقيق مكاسب سريعة على اقل تقدير ، ولعل أهم تلك الحلول هو تاسيس لجان استشارية لكل شركة، على ان تقوم تلك اللجان مقام مجلس الادارة وتعمل كفرقة انقاذ، ويكون جل اعضاء تلك اللجان مستقلين بعكس ما هو عليه في مجالس الإدارات التقليدية الحالية، التي يودي بعضها دور (العمدة)، وان يكون هؤلاء المستشارين من ذوي الخبرات والتخصصات المختلفة والتي تحاكي المرحلة القادمة للسوق ومتطلباته، شريطة ان يتم وضع مؤشرات اداء لهم تقابل ما سيتحصلون عليه من مكافات نظير مساهمتهم الفعالة في اعادة المنشأة الى المسار الصحيح بل ونقلها لمرحلة تتجاوز توقعات الملاك، وهذا ما قامت به فعلا بعض المنشات العائلية التي بزغ نجمها مؤخرا في السوق السعودي

الخلاصة : يقول ستيفن كوفي (من يابى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلف شيئا، سيضطر غدا الى شراء الأسف بأغلى الأثمان)

موسومة تحت
قراءة 1500 مرات آخر تعديل في الأربعاء, 01 فبراير 2023 09:51

الموضوعات ذات الصلة

سجل الدخول لتتمكن من التعليق

 

في المحاسبين العرب، نتجاوز الأرقام لتقديم آخر الأخبار والتحليلات والمواد العلمية وفرص العمل للمحاسبين في الوطن العربي، وتعزيز مجتمع مستنير ومشارك في قطاع المحاسبة والمراجعة والضرائب.

النشرة البريدية

إشترك في قوائمنا البريدية ليصلك كل جديد و لتكون على إطلاع بكل جديد في عالم المحاسبة

X

محظور

جميع النصوص و الصور محمية بحقوق الملكية الفكرية و لا نسمح بالنسخ الغير مرخص

We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…