خاضت هیئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة تجربة لعلها فریدة فی الأدبیات المحاسبیة ، الأمر الذی یؤهلها إلى إثراء الفکر المحاسبی إذا ما درست بعنایة. فبالرغم من التقارب بین المجتمعات ثقافیا ودینیا ولغة فثمة تباین بین المعاییر التی استخدمت أساسا لمقارنة الممارسات فی باقی الدول الأعضاء فی هیئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة، فلعل الحقیقة فی أن هذا الأساس لیس أصیلا مما ساهم فی عدم ملاءمة ما اقترح من إطار فکری ومعاییر مهنیة ، فالمعاییر الأصیلة النابعة من الهیئة الاقتصادیة والثقافیة الموجودة والتی تطبق وتمارس بها هذه المعاییر قد یکون حظها فی القبول من قبل الدول الأعضاء أکبر؛ إذا ما تم العمل على تجاوز قضیة تشریع المعاییر. وتوصی الدراسة إلى أن ترکز الهیئة فی الوقت الحالی أن تکون قناة من خلالها تلتقی جهود الجهات من هیئات وجمعیات مهنیة، وأن تبذل جهود فی توفیر تدریب وتعلیم مستمر یرتقی إلى تطلعات ممارسی مهنة المحاسبة والمراجعة، على أن یبقى تأطیر وتوحید الإجراءات والممارسات رؤیة تلوح بالأفق وأن تنفذ باتباع منهج ملائم . إن وضع مصلحة أجیال المهنیین نصب نظر الأعضاء الحالیین والاحتساب على الله الأجر یحتم أن تکون الهیئة مظلة یستظل تحتها من أراد أن یکون ممارسا لمهنة ینظر لها أفراد المجتمعات المنطقة باحترام، وسیسعد الأعضاء الحالیون أن ساهموا وکانوا سببا فی بقاء هذه الهیئة.
د / خالد بن رشيد العديم
أستاذ المحاسبة المساعد
قسم المحاسبة - كلية إدارة الأعمال
جامعة الملك سعود
