هدف البحث إلى دراسة العلاقة بین الاستحقاقات المحاسبیة وعوائد الأسهم، فی سبیل الکشف عن وجود ظاهرة (Accrual Anomaly) والتی اقترح البحث تعریبها إلى "خداع الاستحقاقات"، والتی تتلخص فی سوء تفسیر المستثمرون لارتفاع الاستحقاقات المحاسبیة بما یؤدی إلى زیادة خاطئة فی تسعیر الأسهم، والتی تتولى السوق تصحیحها لاحقاً بما یحقق عوائد سالبة. وترجع هذه الظاهرة إما إلى عدم إدراك المستثمرین اختلاف مستوى استقرار الاستحقاقات المحاسبیة عن التدفقات النقدیة، أو عدم إدراك العلاقة بین الاستحقاقات ومؤشرات النمو. وتطبیقا على عینة من للشرکات المقیدة بالبورصة المصریة خلال الفترة من 2013 حتى 2015 ، أوضحت نتائج البحث إلى أنه على الرغم من ارتفاع مستوى استقرار التدفقات النقدیة عن مستوى استقرار الاستحقاقات المحاسبیة، إلا أن النتائج لم تؤید ارتفاع مستوى الاستحقاقات المحاسبیة للشرکات التی حققت عوائد سالبة مقارنة بالشرکات التی حققت عوائد مؤجلة، الأمر الذی یدل على ضعف وجود ظاهرة خداع الاستحقاقات فی جمهوریة مصر العربیة. وحیث أن هذه النتیجة تعد إیجابیة إذا تم النظر إلیها بمفردها، إلا أنه بعدما تبین عدم وجود تأثیر معنوی على عوائد الأسهم سواء للاستحقاقات المحاسبیة أو للنفقات النقدیة أو لمؤشرات النمو، فیمکن القول إن تلاشی ظاهرة خداع الاستحقاقات فی السوق المصریة تعزو إلى ضعف تأثیر المعلومات المحاسبیة بشکل عام على عوائد الأسهم التی غالبا ما تتأثر بمتغیرات غیر محاسبیة أخرى تخرج عن نطاق الدراسة.
الدكتور
محمد إبراهيم محمد راشد
مدرس بقسم المحاسبة والمراجعة
كلية التجارة - جامعة الإسكندرية