إن أي تنظيم إنساني مهما كان بسيطاً يتطلب تسجيل الأشياء في الذاكرة، وذلك لترشيد التنفيذ والمساعدة على اتخاذ القرارات، وهذا هو مجال المحاسبة. فالمحاسبة تعد بمثابة اللغة التي يتم بها إبلاغ الوقائع الاقتصادية لأي مؤسسة أو وحدة اقتصادية، وذلك لكل من له مصلحة في استخدام تلك الوقائع. فهي وسيلة لتحليل عمليات المؤسسة والرقابة على تنفيذها والتخطيط للمستقبل.
وقد تزايدت أهمية المحاسبة في عصرنا الحاضر، فهي لم تعد تهم المالكين أو المساهمين الحاليين فقط، بل عدة جهات وفي مقدمتهم المستثمرون الجدد أو المتوقعون، إذ بهمهم الحصول على معلومات محاسبية، تتصف بالدقة والموضوعية والوضوح، بعيداً عن التضليل والغموض، لذلك يفترض أن تنتج المحاسبة، معلومات مفيدة يثق فيها متخذو القرار من أصحاب المصلحة في المؤسسة. وحتى تكون كذلك، يجب أن تعبر تعبيراً صادقاً وحقيقياً عن الواقع الفعلي للمؤسسة.
ولقد أدرك أصحاب المصلحة في المؤسسة، أن المراجعة هي الوسيلة القادرة على الحكم على مدى تعبير مخرجات المحاسبة على الواقع الفعلي لها، وذلك من خلال ما يعرف بتقرير المراجع الخارجي، باعتباره المنتهج النهائي لعملية مراجعة القوائم المالية الختامية للمؤسسة، يدلي من خلاله المراجع، برأيه الفني المحايد، بشأن صحة ودقة ومصداقية المعلومات المتضمنة في تلك القوائم المالية المعدة من طرف إدارة المؤسسة المعنية.
إعداد الطالبة
حكيمة مناعي
إشراف الدكتور
عمر شريف
جامعة الحاج لخضر - باتنة
كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير