رسالة ماجستير: أثر جودة عملية المراجعة في ظل عمليات الرقمنة على جودة التقارير المالية بسوق دمشق للأوراق المالية

 ومن ثم يتمثل الهدف من اعداد التقارير المالية في دعم الأطراف المهتمة بتقييم الأداء السابق للشرکة والتنبؤ بأدائها المستقبلي، وبمعنى أخر تقييم ما إذا کانت جميع الموارد يتم تخصيصها کما ينبغي. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تفي التقارير المالية بالحد الأدنى لمتطلبات مستوى الجودة.

وقد أثارت حالات الفضائح المحاسبية المستمرة التي تم الإبلاغ عنها وفشل الشرکات التي کانت تفصح عن أرباح جيدة، سلسلة من الشکوک حول وظائف جودة عملية المراجعة الخارجية بالإضافة إلى ملاءمة وموثوقية الأرقام في التقارير المالية . وقد لوحظ أن معظم المديرين وکبار المسؤولين التنفيذيين للشرکات التي عانت من الفشل قد شارکوا في التلاعب بالأرقام المحاسبية من خلال المعاملات الوهمية التي أثرت على جودة التقارير المالية بشکل سلبي وقد استلزم ذلک صياغة ومراجعة وتعديل وتشديد قانون حوکمة الشرکات في مختلف بلدان العالم.

لذا ترکزت الأنظار على مهنة المراجعة حيث تهدف عملية المراجعة إلى تحديد ما إذا کانت الأرقام والمعلومات المفصح عنها في التقارير المالية والمقدمة لمستخدمي القوائم المالية تعکس بشکل يتسم بالمصداقية المرکز المالي الحقيقي للشرکة ونتائجها التشغيلية. ومن شأن تحسين جودة عملية المراجعة زيادة الثقة في دقة النتائج المالية المعترف بها، في حين يؤدي المستوى المنخفض من جودة المراجعة إلى انخفاض جودة التقارير المالية. وتؤدي جودة المراجعة المنخفضة إلى نتائج سلبية إضافية مختلفة تؤثر على المستثمرين والموظفين والعملاء والموردين، وبالتالي تتسبب في خسائر فادحة للبلدان والأفراد. فالمطلع على الفضائح المحاسبية خلال العقود الأخيرة يتجلى له بشکل لا يدعو إلى الشک تأثير جودة المراجعة المنخفضة على کافة الأطراف ذات المصلحة على حد سواء. فمثلاً يجد المتابع أن تورط شرکة PricewaterhouseCoopers (PwC) والتي تعد واحدة من أکبر مؤسسات المراجعة على مستوى العالم قد واجهت دعوى قضائية بقيمة ملياري دولار مرتبطة بممارسات احتيالية بسجلاتBernard Madoff في الولايات المتحدة، والمتعلقة باستثمارات بقيمة 65 مليار دولار. بعض هذه الفضائح المالية کان يمکن تجنبها أو الحد منها من خلال تعزيز جودة عملية المراجعة.

وقد شهدت عملية المراجعة تطوراً کبيراً في ظل التطور الرقمي ووجود الانترنت الذي أدى الى تحسين کفاءة العمليات التشغيلية للمنشأة، زيادة ثقة العميل، إيجاد أسواق جديدة، تحسين الإنتاجية وتطوير نماذج النشاط الخاصة بالمنشأة، کما أدى وجود الروبوتات إلى تغيير مفهوم العمالة البشرية فيما يتعلق بالخدمات حيث أصبحت الشرکات تلجاً إلى الذکاء الاصطناعي کوسيلة لتقديم الخدمات والاستشارات المهنية، الأمر الذي أدى إلى ضرورة تطوير العاملين، حيث يقضي الموظفين معظم أوقات عملهم على الانترنت يتواصلون مع العملاء والجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لترويج منتجاتهم وتحسين صورة المنشأة ودعم أدائها المالي.

إعداد

الباحث / عمار محمد عادل الدمني

إشراف

د / مروة أحمد عبد الرحمن

مدرس بقسم المحاسبة كلية التجارة

جامعة مدينة السادات